کد مطلب:142153 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:199

عابس بن ابی شبیب الشاکری
عده الشیخ الطوسی فی أصحاب الحسین علیه السلام، راجع رجال الشیخ: 103، و الرقم 1019.

هو عابس بن أبی شبیب بن شاكر بن ربیعة بن مالك بن صعب بن معاویة بن كثیر بن مالك بن جشم بن حاشد الهمدانی الشاكری، و بنو شاكر بطن من همدان. كان عابس من رجال الشیعة رئیسا شجاعا خطیبا ناسكا متهجدا، و كانت بنو شاكر


من المخلصین بولاء أمیرالمؤمنین علیه السلام و فیهم یقول علیه السلام یوم صفین: «لو تمت عدتهم ألفا لعبدالله حق عبادته» و كانوا من شجعان العرب و حماتهم، و كانوا یلقبون فتیان الصباح، فنزلوا فی بنی وادعة من همدان، فقیل لها فتیان الصباح، و قیل لعابس الشاكری و الوادعی.

قال أبو جعفر الطبری: قدم مسلم بن عقیل الكوفة فاجتمع علیه الشیعة فی دار المختار، فقرأ علیهم كتاب الحسین علیه السلام فجعلوا یبكون، فقام عابس بن أبی شبیب، فحمدالله و أثنی علیه ثم قال: أما بعد، فإنی لا أخبرك عن الناس، ولا أعلم ما فی أنفسهم، و ما أغرك منهم، ولكن و الله اخبرك بما أنا موطن نفسی علیه، و الله لأجیبنكم إذا دعوتم، و لأقاتلن معكم عدوكم و لأضربن بسیفی دونكم حقی ألقی الله، لا أرید بذلك إلا ما عندالله [1] .

فقام حبیب و قال لعابس ما قدمته فی ترجمة حبیب.

و قال الطبری أیضا: إن مسلما لما بایعه الناس ثم تحول من دار المختار إلی دار هانی بن عروة، كتب إلی الحسین علیه السلام كتابا یقول فیه: أما بعد فإن الرائد لایكذب أهله، و قد بایعنی من أهل الكوفة ثمانیة عشر ألفا، فحیهلا بالإقبال حین یأتیك كتابی، فإن الناس كلهم معك، لیس لهم فی آل معاویة رأی و لا هوی [2] .

و أرسل الكتاب مع عابس فصحبه شوذب مولاه.

و روی أبو مخنف: أنه لما التحم القتال فی یوم عاشوراء و قتل بعض أصحاب الحسین علیه السلام جاء عابس الشاكری و معه شوذب، فقال لشوذب: یا شوذب ما فی نفسك أن تصنع؟ قال: ما أصنع؟! أقاتل معك دون ابن بنت رسول الله صلی الله علیه و اله حتی


اقتل. فقال: ذلك الظن بك، أما الآن فتقدم بین یدی أبی عبدالله حتی یحتسبك كما احتسب غیرك من أصحابه، و حتی أحتسبك أنا، فإنه لو كان معی الساعة أحد أنا أولی به منی بك لسرنی أن یتقدم بین یدی حتی أحتسبه، فإن هذا یوم ینبغی لنا أن نطلب الأجر فیه بكل ما نقدر علیه، فإنه لا عمل بعد الیوم، و إنما هو الحساب. [3] .

أقول: هذا مثل مقال العباس بن علی علیه السلام لإخوته فی ذلك الیوم، تقدموا لأحتسبكم فإنه لا ولدلكم. یعنی فینقطع نسلكم فیشتد بلائی و یعظم أجری.

و فهم بعض المؤرخین من هذا المقال أنه أراد: لأحوز میراثكم لولدی، و هو اشتباه و العباس أجل قدرا من ذلك.

و روی أبو مخنف أیضا قال: فتقدم عابس إلی الحسین بعد مقاتله لشوذب فسلم علیه و قال: یا أبا عبدالله أما و الله ما أمسی علی ظهر الأرض قریب و لا بعید أعز علی و لا أحب إلی منك، و لو قدرت علی أن أدفع عنك الضیم و القتل بشی أعز علی من نفسی و دمی لفعلته، السلام علیك یا أبا عبدالله، أشهد أنی علی هداك و هدی أبیك، ثم مشی بالسیف مصلتا نحو القدم، و به ضربة علی جبینه، فطلب البراز [4] .

وروی أبو مخنف عن الربیع بن تمیم الهمدانی أنه قال: لما رأیت عابسا مقبلا عرفته و كنت قد شاهدته فی المغازی و الحروب، و كان أشجع الناس، فصحت: أیها الناس: هذا أسد الأسود، هذا ابن أبی شبیب، لا یخرجن إلیه أحد منكم، فأخذ عابس ینادی: ألا رجل ألا رجل!؟ فلم یتقدم إلیه أحد، فنادی عمر بن سعد: ویلكم إرضخوه بالحجارة. فرمی بالحجارة من كل جانب، فلما رأی ذلك ألقی درعه و مغفره خلفه، ثم شد علی الناس، فوالله لقد رأیته یكرد أكثر من مائتی من الناس،


ثم إنهم تعطفوا علیه من حوالیه، فقتلوه و احتزوا رأسه، فرأیت رأسه فی أیدی رجال ذوی عدة، هذا یقول: أنا قتلته، و هذا یقول: أنا قتلته، فأتوا عمر بن سعد فقال: لا تختصموا، هذا لم یقتله إنسان [5] واحد، كلكم قتله، ففرقهم بهذا القول [6] .

(ضبط الغریب)

مما وقع فی هذه الترجمة:

(إن الرائد لا یكذب أهله): هذا مثل مشهور و معناه أن من یرسل أمام أهله لیخبرهم عن مربع یلیق بهم لا یكذب علیهم بخبره و یغرهم فإن المربع لهم و له و إن أهله آتون فناظرون إلیه.

(حیهلا): بتشدید الیاء، أی: أسرع حثیثا، (یكرد): و یطرد سواء فی المعنی.


[1] تاريخ الطبري: 279: 3.

[2] راجع تاريخ الطبري: 290: 3.

[3] تاريخ الطبري: 329: 3.

[4] تاريخ الطبري: 329: 3.

[5] في المصدر: سنان.

[6] تاريخ الطبري: 329: 3.